سألت إمرأة عالم الدين عن كيفية إجابة بنتها حول العقيدة فأ جابها بما يلي ......
مرحلة الطفولة المبكرة هي مرحلة إدراك حسيَّة عند الأطفال، بمعنى أنهم لا يستطيعون فهم أو إدراك إلا ما له واقع حسي
- وبالتالي يجب ألا تتكلمي معها كثيرًا في مسألة الغيبيات حتى الجنة والنار، وإذا أردت أن تتكلمي عن أي منها، فلا بد أن يكون الكلام بتمثيل حسي، فتقولين مثلاً عند الحديث عن الجنة.. إننا في الجنة نستطيع أن نأكل تفاحًا كثيرًا جميلاً أجمل من هذا التفاح، في الجنة ألعاب جميلة.. وسرير يطير مثل الطائرة..
ذلك أن فكرة الغيبيات غير واضحة عند الأطفال، وتسبِّب لهم اضطرابات، وحديث طفلتك وأسئلتها المستمرة ما هي إلا انعكاس لحديثك المستمر عن هذا الأمر، فالأطفال مرآة لنا، فما نتكلم عنه كثيرًا يفكرون هم فيه كثيرًا.
إذن كيف تتعاملين مع الأمر؟
- لا تحاولي الحديث كثيرًا عن الغيبيات، إلا ما يمكن أن يمثل بأشياء تستطيع فهمها كالمثال السابق.
- وبالتالي لا تكثري الحديث عن الله تعالى بشكل مباشر؛ لأنه سبحانه، تعالى عن التمثيل والتشبيه، ويكفي أن تقولي إننا مسلمون، والمسلمون طيبون يفعلون الأشياء الحسنة.. لا يكذبون.. يعطفون على الحيوان..
- إذا سألَتْك سؤالاً، إذا كانت لديك إجابة شافية قوليها لها، وإن لم تكن لديك إجابة فيكفي أن تنظري إليها، وتبتسمي، وأن توجِّهي الحديث إلى شيء آخر، مثلاً قولي لها.. ها ما رأيك أن نحضر الملابس لنكْوِيها.. أو أي شيء آخر يشغلها.
- وإذا أصرَّت على أن تردِّي عليها، ولم تكن عندك إجابة شافية مقنعة لها فقولي لها إن هذا الشيء ستفهمينه عندما تكبرين؛ فهذه الجملة مهمة في تعليمها شيئًا مهمًّا هو أن عقل الإنسان محدود وقاصر، وليس من العيب أن نعجز عن فهم شيء في مرحلة معينة، وهذا هو طبيعة ديننا – أيتها الأم الكريمة – ومهم في تكوين عقيدتها؛ ففي ديننا مسلمَّات، وغيبيات إذا أعملنا الفكر فيها جميعها ربما يقودنا هذا إلى الإلحاد.
- ويحضرني في هذا قول سيدنا عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) – وهو من هو في إيمانه، وقوة عقيدته، ورجاحة عقله، وصلابته، واعتزازه بعقله - عندما وقف أمام الحجر الأسود ليقول له: والله إني لأعلم أنك حجر أصم، ولولا أني رأيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقبلك ما قبلتك. ولولا هذه المرجعية.. لَحاد عقله.
- وهنا أعود لقولك: "وخصوصًا أني عودتها على أن أناقش كل شيء بالحوار... تمامًا"، أعلم أن هذا هو اتجاههم التربوي في الغربة، لكنه غير صحي، فلا بد أن تكون مرجعية "محدودية العقل البشري" عند أمور حددها الله لنا أقوى من مرجعية عقلها، فلكل شيء حدود حتى في التفكير والإقناع.
- فكوني وسطًا بين من يربون أبناءهم على الإقناع المطلق ومن يربون على الخضوع المطبق. علِّميها أول دروس الإيمان بكلمات رقيقة منك "ستفهمين هذا عندما تكبرين".. أن هناك مسلمّات وحدودًا لا نستطيع تخطِّيها، وأن هناك مساحة يمكن أن تتحرك فيها.
- أكثري الحديث معها لكن في أمور تناسب سنّها. انزلي إلى سنها، ولا تحاولي رفعها هي إلى سنك.
- شاركيها اللعب الهادف. أشغلي وقتها بالقصص، وبالرسم، والتلوين، وغيرها من الأشياء