إن إنشاء مشروع جديد أمر محفوف بالمخاطر، ويزداد الأمر سوءا مع زيادة الحجم، كما يتطلب نموذج نمو رأس المال المغامر.
وكانت هناك شركات تنهار قبل وقت طويل من أن يكون استثمار رأس المال المغامر أمرا رائجا. وعلى سبيل المثال، تظهر الإحصائيات من الولايات المتحدة الأمريكية أن واحدة من كل خمس شركات جديدة تفشل في عامها الأول، فيما تختفي نصف الشركات الجديدة بحلول العام الخامس.
وأيضا، يفشل نحو 70% من الشركات في الاستمرار حتى العام الخامس. وكل هذا يحدث في بلد لديه خبرة كافية في ريادة الأعمال لكي يكون هناك منتجات تمويل شركات صغيرة حقيقية، ومؤسسين ذوي خبرة، وقوانين ذات مغزى للحماية من الإفلاس.
أسباب انهيار الشركات الناشئة
ورغم اتجاه المزيد من الأشخاص لمجال ريادة الأعمال، وتأسيس مشروعهم الخاص سعياً وراء تحقيق الأرباح، إلا أن هذا المجال يشهد الكثير من قصص فشل الشركات الناشئة، التي قد لا يمر على تأسيس بعضها سوى بضع سنوات إلا وتغلق أبوابها.
ونظراً لأهمية معرفة التحديات التي تواجه الشركات الناشئة، حتى يتفاداها رواد الأعمال الجدد، يستعرض هذا التقرير 10 أسباب رئيسية وراء فشل الشركات الناشئة.
- نفاد رأس المال والفشل في الحصول على تمويل جديد؛ يعد نفاد رأس المال، وعدم القدرة على الحصول على تمويل جديد من أهم أسباب فشل الشركات الناشئة، ففي شهر سبتمبر 2019 أغلقت شركة الواقع المعزز "دقري" "Daqri"- والتي تأسست عام 2007- أبوابها، بعد أن أنفقت تمويلاً يبلغ أكثر من 250 مليون دولار، وفشلت في الحصول على تمويل جديد.
- عدم تلبية احتياجات السوق؛ لا يمكن للشركات الناشئة أن تستمر إذا لم تكن منتجاتها وخدماتها تلبي احتياجات السوق، فمهما كانت المنتجات والخدمات مبتكرة، فلا أهمية لها إذا لم يكن الجمهور المستهدف يحتاجها.
بطلها البحث عن السعادة.. قصص نجاح لـ4 من أبرز مؤسسي الشركات الناشئة
- الخروج من دائرة المنافسة؛ رغم أن الاهتمام الزائد بالمنافسين ليس أمراً صحياً، إلا أن تجاهل المنافسين، وعدم القدرة على التفوق عليهم أو التميز عنهم، من الأخطاء الكبيرة التي تسببت في فشل العديد من الشركات الناشئة.
- وجود خلل في نموذج العمل؛ يتفق معظم رواد الأعمال الذين فشلت مشروعاتهم على أن نموذج العمل مهم للغاية، مشيرين إلى أن عدم القدرة على إيجاد طرق لتحقيق أرباح يجعل المستثمرين مترددين في تمويل المشروع.
- مشكلات التسعير والتكاليف؛ تسعير المنتجات ليس بالعملية السهلة، وقد يتوقف عليه نجاح الشركة أو فشلها، وقد فشلت العديد من الشركات بالفعل بسبب أنها وضعت سعراً مرتفعاً لمنتجاتها من أجل تغطية تكاليفها، لكن على الجانب الآخر لم يقبل عدد كبير من المستهلكين على الشراء بسبب ارتفاع السعر، وبالتالي لم تحقق هذه الشركات إيرادات كافية.
- الفشل في تكوين فريق العمل المناسب؛ يعتمد نجاح أي شركة على وجود فريق عمل فعال، يتحلى أعضاؤه بمجموعة من المهارات المتنوعة، وعادة ما تفشل الشركات بسبب سوء اختيار أعضاء فريق العمل.
- الإنهاك وفقدان الشغف؛ يفشل معظم رواد الأعمال في تحقيق التوازن بين العمل والحياة، إذ يميل الكثير منهم للعمل طوال الوقت من أجل تحقيق الأهداف بسرعة، إلا أن ذلك يؤدي في النهاية إلى إنهاكهم وفقدان الشغف، ويعد الإنهاك من الأسباب الرئيسية وراء فشل الشركات الناشئة.
استراتيجية حاضنات الأعمال.. وازدهار الشركات الناشئة
وتعد حاضنات الأعمال ملاذات آمنة للشركات الناشئة، لما تقدمه من خدمات متنوعة تخدم كافة المجالات والاحتياجات، إذ تعمل على زيادة فرص بقاء الشركات الناشئة وتدعم عملية ريادة الأعمال.
الغاية من تشكيل حاضنات الأعمال مساعدة الشركات الناشئة، فهي تقدّم خدمات مثل التدريب على الإدارة ومساحة العمل المشتركة وغير ذلك، وتعد الدعامة الأساسية لبرامج التنمية الاقتصادية.
كما أنها تخلق قيمة من خلال الجمع بين الدافع الريادي للشركات الناشئة والموارد المتاحة بشكل عام للمشاريع الجديدة. وتتمثل الأهداف الأساسية لحاضنات الأعمال في خلق فرص عمل في الاقتصاد المحلي وتسويق التقنيات وتلبية احتياجات الشركات الجديدة.
احتضان الأعمال هو العملية التي تدعم نمو الشركات الناشئة، والهدف من ذلك زيادة معدل نجاح الشركات الناشئة.
هناك 4 أنواع رئيسية من الحاضنات السائدة في السوق اليوم، وتشمل؛ حاضنات الشركات لتعزيز مهارات تنظيم المشاريع ومساعدة الشركات الناشئة على مواكبة الصناعات والمنافسين الآخرين، وحاضنات التنمية الاقتصادية المحلية لدعم الشركات الصغرى والمتوسطة ومجموعات محددة من أجل النهوض العام بالمجتمع، حاضنات المستثمرين الخاصين
وتساعد حاضنات المستثمرين الخاصين الشركات ذات الإمكانات العالية (مثل الشركات الناشئة التي يقوم عملها بشكل كبير على التكنولوجيا)، ومن ثم تجني الفوائد عن طريق بيع الأسهم. وتفتقر هذه الحاضنات إلى الجودة وقوة التحمل، وأخيرًا حاضنات أكاديمية وتوفر الحاضنات الأكاديمية مصادر جديدة للتمويل مع دعم روح المبادرة والتركيز على المسؤولية المدنية، وتستهدف المشاريع الخارجية والمشاريع الداخلية للمؤسسات الأكاديمية.
وقد حصدت الشركات الناشئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 646 مليون دولار أمريكي في 69 صفقةً، ووصل إجمالي الاستثمارات هذا العام حتى نوفمبر/تشرين الثاني الماضي إلى 3 مليار دولار في 551 صفقةً.