يتسائل كثيرٌ من الناس هل سنعيش مع من نحب في الجنة، وهل يلتقي الأحبة والأصحاب والأهل في الجنة، في بادئ الأمر بعد الحساب يُجزى الناس يوم المحشر كلٌ بحسب عمله، فلا يُجزي ولدٌ عن والده شيء، ولا يُجزي الوالد عن ولده شيئًا، وبعد انتهاء الحساب، واستقرار عباد الله المؤمنين في الجنة يكون من تمام نعيمها لقاء الأحبة، وقد دلَّت كلّ من نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية على أنّ المؤمن إذا أكرمه الله -تعالى- بدخول الجنة؛ فله ما تشتهيه نفسه من طعامٍ وشراب، وغيرها من الملذات المادية والمعنوية، مثل تلاقي الأحبة، واجتماع الشمل، ولقاء الأصحاب، حيث قال الله تعالى: {جَنّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلونَهَا ومَنْ صَلَحَ مِنْ آَبَائِهِمْ وأَزْوَاجِهِمْ وذُرِّيّاتِهِمْ والمَلائِكَةُ يَدْخُلونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ* سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدّارِ}، وفي الحديث النبوي الذي يرويه الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه، حيث قال: "أنَّ رجُلًا قال: يا رسولَ اللهِ، الرَّجُلُ يُحِبُّ القَومَ ولم يَبلُغْ عمَلَهم؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: المَرءُ مع مَن أَحَبَّ. قال حسَنٌ: أعمالَهم. قال: المَرءُ مع مَن أَحَبَّ. قال ثابتٌ: فكان أنسٌ إذا حَدَّثَ بهذا الحديثِ قال: اللَّهمَّ فإنَّا نُحِبُّك، ونُحِبُّ رسولَك