" ون سايد جام " أو " مباراة من جانب واحد " .. هكذا يطلق على المباراة التي قهر فيها فريق مانشستر يونايتد منافسه فولهام بخماسية نظيفة على أرضه وبين جماهيره مساء أمس الأربعاء ، تناوب على إحراز الأهداف الخمسة داني ويلبيك وناني و ريان جيجز و روني وبرباتوف في الدقائق 5 - 28 - 34 - 87 - 90 .
لم يستغرق حلم لاعبي فولهم في الإنفراد بمانشستر يونايتد وتحقيق نتيجة ايجابية على أرضهم في ظل غياب أكثر من خمسة من نجوم للمان يونايتد، وإذا بلويس ناني يأخذ على عاتقه منح المبادرة الهجومية للإنتر عندما شن هجمة عنترية ناحية الجبهة اليسرى ومرر عرضية على قدم المتابع بشكل نموزجي داني ويلبك الذي وجه الكرة مباشرة داخل شباك حارس فولهم ستوكديل محرزاً هدف التقدم والثقة للمان يونايتد عند الدقيقة الخامسة .
قبل أن يبدأ فولهم في التقاط نفس جديد لامتلاك زمام اللقاء الذي فرضت عليه ظروف تقدم الشياطين الحمر مبكراً، أن يخوض مباراة مفتوحة الخطوط إذا ما أراد تحقيق نتيجة ايجابية .. كشف المان يونايتد عن جبهته الهجومية الأخطر من الناحية اليمنى والتي قادها فالنسيا وانتقل لمساندته هجومياً ناني ، ووجهت هذه الجبهة أول إنذار باقتراب المان لاحراز الهدف الثاني عبر سلسلة العرضيات التي تناوب على إرشالها داخل منطقة جزاء فولهام كل من ناني وفالنسيا ، ومن خلفهم القاعدة الدفاعية لتأمين ظهر الاندفاع الهجومي بقيادة سمولينج وأشلي يونج الذي شارك بدلاً من فيليب جونز "أصيب بدوار" ، ومساندة روني بمناوراته الحركية في قلب دفاعات فولهام .
وفي مدرجات الملعب كانت الجماهير تبحث عن مخرج لفولهم يعود به للقاء ايقاف المد الهجومي والتنوع والمرونة الحركية للاعبي الشياطين الحمر، ذكرهم ناني بأن اليوم لونه أحمر في الكرة الانجليزية، عندما استقبل عرضية جيجز وحولها برأسه لتعانق شباك الحارس ستوكديل كهدف ثاني لأبناء السير أليكس فيرجسون في الدقيقة 27، ليبدأ معه مسلسل الفشل الدفاعي والتكتيكي لفريقفولهام الذي اعتمد مدربه على موجابهة جبهة الغزو النارية للمستطيل الأيمن ليونايتد ، باللاعبين موسى دبيلي ويون أرينى ريه .
مرت الدقائق والشياطين الحمر تصر على ألا ينصتوا لنداءات الجماهير لفولهام بالعودة للقاء ، وذهب السير أليكس ليعلن عن شكل هجومي جديد للفريق تحول من (4-4-2 ) في حالة الدفاع الاعتيادي، إلى ( 3 - 1 - 3-3 ) عند فرض الهيمنة الهجومية التي منحت الفريق نسبة 62 % كاستحواز على الكرة والتي ترجمها الهدف الثالث للشياطين الحمر في الدقيقة 42 عبر ريان جيجز الذي استقبل تمريرة ناني السحرية ووجهها (لوب) من خلف الحارس لتحتضن شباك فولهام ، لتمر دقائق الشوط دون تغيير لا في الأداء ولا النتيجة على الفريقين .
كان لثلاثية الشياطين الحمر في شوط المباراة الأول ، تأثيرها الكبير على استراتيجية الفريقين في التعامل مع الشوط الثاني ، فعلى جانب اليونايتد نهج سلوك الكبار من خلال التخلي نسبياً عن إسلوب الجبهات الذي " خلص " به اللقاء في الشوط الأول، واعتمد على اللعب على المساحات من خلف لاعبي فولهام المندفعون للأمام والباحثين عن حفظ ماء الوجه أمام جماهيرهم ، لكن فقدان التوازن النفسي والعصبي للاعبي فولهم، ظهر جلياً في تعامل الثلاثي أندرو جونسون وكلينت ديمبس وموسى دمبيلي مع كل الفرص التهديفية التي لاحت لهما وأهدرت بالتناوب إما للتسرع أو التباطؤ أو انعدام الدقة .
في الوقت الذي جنح فيه المان يونايتد لاستهلاك الوقت القليل المتبقي من اللقاء من خلال تضييق المساحات على لاعبي فولهم والاعتمام على المرتدات ، قرر روني أن يعلن عن نفسه كنجم فوق العادة بأدواره المركبة في الملعب ، فالتقط واحدة من الكرات المرتدة من المدافع جوني إيفانز وتحرك بها وسدد صاروخ لولبي سكن مرمى فولهام كهدف رابع عند الدقيقة 87 ، الأمر الذي أجبر جماهير فولهام على أن تقدم التحية للشياطين الحمر على النتيجة والأداء غير العادي ، وفي غمرة هذه المشاعر المتباينة في الملعب، عاود فالنسيا وناني ليعاودان العزف على الجبهة اليمنى بالتحركات القطرية والطولية والتمرير ( ون تو - ون تري ) ومن إحداها مرر فالنسيا " رجل المباراة الأول " عرضية أمام خط المرمى ليودعها برياتوف بكعبه في المرمى محرزاً الهدف الخمس الذي أعلن به انتهاء المباراة ، وعودة الشياطين الحمر لموقعهم الطبيعي بين الكبار ، وفي المقابل أعلن عن اقتراب فولهام من الدخول في دوامة التراجع الفني والنتائجي في الدوري.
