بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة السلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد بن عبد الله الصادق الأمين وبعد :
أرئيتم النور كيف يهدي إلى الطريق ويوصل إلى الغاية وتأمين النفوس بإشعاعة خطر الضلال .
إنه يا عباد الله مثل الصلوت الخمس حين يحافظ عليها العبد فتهديه بنورها إلى الطريق المستقيم وتبعده عن مجال الإثم والرذيلة كما قال تعلى :
( إن الصلوة تنهى عن الفحشاء والمنكر ) العنكبوت 45
وتأخذ منك فتوصله إلى الغاية الحميدة وتكون له برهانا على إيمان وصدق إسلامه ونجاة من النار كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
-( أنه ذكر الصلاة يوما فقال : من حافظ عليها كانت له نورا وبرهانا ونجاة يوم القيامة ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأبي بن خلف )
الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص -
قال بعض العلماء إنما يحشر تارك الصلاة مع هؤلاء الأربعة لأنه إنما يشتغل عن الصلاة بماله أو بملكه أو بوزارته أو بتجارته فإن اشتغل بماله حشر مع قارون وإن اشتغل بملكه حشر مع فرعون إن اشتغل بوزارته حشر مع هامان إن اشتغل بتجارته حشر مع أبي بن خلف تاجر الكفار بمكة .
ومن أهمل أمرها وتهاون بها أو تشاغل عنها لم تكن له نورا ولا برهانا ولا نجاة يوم القيامة وحشر مع هؤلاء المذكورين في الحديث السابق .
بل وقد أعد له الله الويل والثبور في جهنم يوم القيامة كما قال في كتابه العزيز :
( فويل للمصلين الذين هم عن صالتهم ساهون ) الماعون 4-5
أي غافلون عنها أو متهاونون بها ( - عن سعد ابن أبي وقاص في هذه الآية : { الذين هم عن صلاتهم ساهون { أنه قال : لو تركوها لكانوا كفارا ، ولكن ضيعوا وقتها )
أي تأخير الصلاة عن وقتها وسماهم مصلين لأنهم مسلمون مكلفون ولا عذر لهم لكنهم لما تهاونوا بها وأخروها عن وقتها وعدهم بويل وهو شدة العذاب وقيل واد في جهنم لو سيرت فيه جبال الدنيا لذابت من شدة حره وهو مسكن من يتهاو بالصلاة ويؤخرها عن وقتها على أن يتوب ويندم وكما قال صلى الله عليه وسلم ( أول ما يحاسب به العبد من عمله الصلاة فإن صلحت فقد أفلح ونجح وإن فسدة فقد خاب وخسر ).
وإذا كان هذا هو الوعيد في حق من لم يحافظ على الصلاة أو يتشاغل عنها فكيف بمن يستهزئ بها أو يجحدها أو يسخر من المصلين فلا شك أن يكون أعظم جرما أو أكبر إثما وأشد عذابا لأن من ترك فريضة الله فقد برئت منه ذمة الله كما جاء في الحديث (ولا تترك الصلاة متعمدا فإنه من ترك الصلاة متعمدا فقد برئت منه ذمة الله ) .
الراوي: أم أيمن -
قال الله مخبرا عن أصحاب الجحيم :
بسم الله الرحمان الرحيم
( ما سلكم في سقر * قالوا لم نك من المصلين * ولم نك نطعم المسكين* وكنا نخوض مع الخآئضين * وكنا نكذب بيوم الدين * حتى أتانا اليقين * فماتنفعهم شفعة الشافعين )
صدق الله العظيم
هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
منقول