يوم القيامة يوم عظيم، وأهواله عِظام شداد، وقد دلّ على عظمتها وصف الله -تعالى- لها بالعظيمة والثقيلة وغير ذلك من الأوصاف المخيفة، فقال الله -تعالى- في القرآن الكريم: {أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ* لِيَوْمٍ عَظِيمٍ* يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ}، وفرار الناس من بعضهم من شدة الأهوال، واستعداد الكفار لبذل ودفع أيّ شيء مقابل النجاة من العذاب، أما أهوال يوم القيامة فهي كما يأتي:
قبض الله تعالى للأرض وطيّه للسماء: حيث قال الله تعالى: {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ}.
دوران السماء وانشقاقها وانفطارها: حيث قال الله تعالى: {يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا}، وقال أيضًا: {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ}.
تكور الشمس وتناثر النجوم، وخسوف القمر: حيث قال الله تعالى: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ* وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ}.
دكُّ الأرض وتسيير الجبال ونسفها: حيث قال الله تعالى: {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ* وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً *فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ}.
تفجير البحار وتسجيرها واشتعال النار: حيث قال الله تعالى: {وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ}.
تبديل السماء والأرض: حيث قال الله تعالى: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ}.
شدة الحرارة وارتفاعها في الموقف: حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تُدْنَى الشَّمْسُ يَومَ القِيامَةِ مِنَ الخَلْقِ، حتَّى تَكُونَ منهمْ كَمِقْدارِ مِيلٍ".
أحداث يوم القيامة
إذا قامت الساعة فإنها تُستتبع بعدة أحداث ابتداءً من النَّفخ في الصور وموت جميع الخلائق إلى أن يعرف كل امرئٍ منزلته فإما إلى الجنة لمن صلُح عمله، أو إلى النار لمن خاب عمله، وفيما يأتي بيان أبرز أحداث يوم القيامة: بعد أن يبعث الله الناس من قبورهم يذهبون جميعهم سوقًا باتجاه المحشر في انتظار العرض على الله حتى يطول انتظارهم إلى أن يأتي نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم، فيتشفَّع عند الله في بدء الحساب وتعجيله فيتمُّ له ذلك. تُعرض أعمال العباد على الله تعالى، ثم يجري الحساب للخلائق من الله تعالى، ثم تتطاير صحف الناس جميعًا فيأخذ أهل الصلاح كتبهم بأيمانهم، ويأخذ أهل الفجور كتبهم بشمائلهم. بعد أن يقرأ كل إنسانٍ كتابه يجري حسابٌ آخر للخلائق لدفع الأعذار عن الظالمين. بعد ذلك يأتي دور وزن أعمال العباد من خلال الميزان، ثم يضرب الله على المكان الظلمة فيمشي كلٌ بنوره وبنور أعماله الصالحة حتى يصلون إلى الصراط فيجتازه أهل الجنة وتساقط المنافقون والكافرون في نار جهنم، وأول من يكون على الصراط محمد -صلى الله عليه وسلم - ومن تبعه.