هل الوحم يظهر على الطفل بعد الولادة؟
يقال عن هذه الحالة في الأوساط الشعبية أشياء أخرى، مثل أن المرأة عندما تتوحّم على شيء ولا يحضرونه لها ينعكس ذلك على الولادة في صورة من الصور كالبصمة أو الشامة أو الخال. إلخ، رغم كون ذلك لا أساس منطقي له أو علمي ثابت ومقرون بالأدلة.
أعراض الوحام أو الوحم
وتختلف أعراض الوحام من امرأة لأخرى، فكل واحدة تواجه أعراضا تفرضها طبيعتها النفسية والصحية، وتكوينها العلمي والمعرفي. وعموما يمكن تقسيم التغيرات، التي تطرأ على المرأة الحامل في أشهرها الأولى، إلى ثلاثة أقسام وهي:
تغير في السلوكيات الغذائية
تغير في السلوكيات الغذائية حيث تقبل المرأة بنهم على أكل أشكال معينة من الأطعمة والمأكولات، خصوصا تلك المملحة أو الحلوة أو ذات المذاق اللاذع - ربما لم تكن تعجبها سابقا - وقد تكون غير متوفرة في الأسواق؛ كما تشعر باشمئزاز ونفور شديدين تجاه بعض الأطعمة الأخرى، رغم كونها كانت تستهلكها من قبل كالمرق واللحوم. بعض النساء يشعرن دائما بالجوع وعدم امتلاء معدتهن مهما تناولن من طعام، لذا تجدهن كثيرات الأكل مع غياب الشعور بالشبع، مما يؤدي لتعرضهن للسمنة أو على الأقل للزيادة في الوزن.وتبقى أغرب الظواهر المرتبطة بالعادات الغذائية هو اتجاه بعض الحوامل إلى استهلاك بعض المأكولات المخلوطة بطريقة غريبة
التغيرات الفيزيولوجية
حيث نميز في أعراض الوحام ظهور أعراض الغثيان والتقيؤ المتكررين خاصة في الصباح، وأيضا انتفاخ الأمعاء وآلام أسفل البطن وأحيانا كثرة الرغبة في التبول (و ليس كثرة البول)، أو الصداع مع الإرهاق أو الرغبة العارمة في النوم.
الاضطرابات النفسية
ثم هناك الاضطرابات النفسية التي يمكن أن تصبح مرضية (أي تحتاج إلى العلاج)، حيث يمكن أن تغزو المرأة الحامل حالة من الأرق، وعدم الاستقرار العاطفي، وتغيرات في المزاج، والقلق المبهم أو حالات الخوف (خصوصا بالنسبة للحوامل الجدد) من طفل مشوه، أو من ولادة جنين ميت، أو من الولادة أو آلام الوضع.
ولعل من أشهر الأمثلة التي يمكن الاستشهاد بها في هذا المجال، العلاقة المتوترة التي تبدأ تجمع بين (بعض) النساء الحوامل وأزواجهن، حيث تبدأ المشاكل بالظهور والتطور وتصبح المرأة تكره رائحة زوجها، وربما تتساءل كيف كانت تعيش مع صاحب هذه الرائحة الكريهة (.)، وتشمئز بمجرد أن يلمسها أو يقترب منها، وتبدأ في الشعور بأن هذا الزوج قد خذلها ولا يعتني بها كما يجب، فتعامله بمنتهى الحدة، الشيء الذي قد يؤدي إلى رد فعل سلبي من الزوج غير المتفهم للحالة النفسية المضطربة التي تمر بها زوجته.
وعلى الرغم من التقدم الكبير للبحث العلمي في مجال الطب، إلا أن الغموض لا يزال يحوم حول الوحام، رغم كون المجتمع، في غالبيته يقبل بالظاهرة، وتكتسب المرأة من خلالها صورة من الدلال وتعاطف المحيطين بها. كما تستطيع الحامل إشعار نفسها وغيرها بالأهمية وفرض شخصيتها ولو إلى حين.
ما سبب ظهور أعراض الوحام؟
أغلب الباحثين يؤمنون أن ظهور أعراض الوحام تتحكم فيها عوامل عدة أهمها:
تغيرات في الهرمونات الأنثوية
التغييرات الكبيرة في الهرمونات الأنثوية، خاصة الاستروجينات، حيث تؤدي إلى تزايد قوة الحواس لدى الحامل، خاصة حاستيّ الشم والتذوق، مما يفسر الاندفاع نحو نوع معين من الأطعمة، خاصة ذات الرائحة أو المذاق القويين، والنفور من غيرها. ويفسر أيضا المشاكل الصحية التي تم الإشارة لها سالفا، وكذا التقلبات المزاجية التي تظهر خلال تلك الفترة.
الجسم يعي المواد الغذائية التي يفتقدها
تقول إحدى النظريات الأخرى أن الجسم البشري يعي المواد الغذائية التي يفتقدها، فيعمد إلى تحريك شهية الشخص حسب ذلك. بمعنى أن اشتهاء أكل الأطعمة المالحة، هو في حقيقة الأمر رد فعل الجسم عن نقص الأملاح المعدنية عند الحامل؛ أو قد يكون بسبب نقص السوائل، مما يدفع الحامل لتناول الأطعمة المالحة التي بدورها تدفعها لزيادة شرب الماء، تعويضا عن نقص السوائل. كذلك كما قد يعبر وحام الحلويات عن نقص مستوى السكر في الدم أو التعب والإرهاق.
الجانب النفسي
كما لا يجب إغفال الجانب النفسي، حيث تلعب شخصية المرأة ومستوى وعيها وتعليمها وتفهم المقريين منها - خصوصا زوجها - للمرحلة الاستثنائية التي تمر منها، دورا محوريا في مساعدة الحامل في التغلب على المصاعب الصحية والنفسية الطارئة التي تواجهها، ومحاربة الخزعبلات والأساطير التي تحوم حول الوحم من قبيل ظهور وحمة على جلد المولود بسبب عدم تناول أمه لبعض المأكولات أو الفواكه التي تشتهيها، أو بكون الحامل يجب عليها أن تأكل حصة شخصين.
عموما، تمر فترة الوحام غالبا دون آثار جانبية على الأم أو الجنين، خصوصا إذا كانت جميع الأطراف واعية بملابساتها وتجلياتها. ولكننا ننصح الحوامل وأزواجهم باستشارة طبيب الأسرة أو الاستشاري إذا ظهرت أعراض وحام مثيرة للقلق: كاستهلاك مواد غير غذائية أو الشره المرضي، أو حالات الاكتئاب أو الهيجان الشديد، وأيضا استمرار أو حدة الأعراض من قبيل التقيؤ أو آلام البطن أو الإرهاق، حتى يتم التحقق من أنها لا تخفي مشاكل صحية وأمراضا أكثر جدية.