حكى لي أخ حبيب إلى قلبي تلك القصة الجميلة بمغزاها الرائع وإليكم مفادها:
قابل صاحبي هذا رجلا في وسيلة مواصلات عامة فجرى بينهما نقاش حول الشريعة الإسلامية .
فقال الرجل لصاحبي إن هناك أمور وحشية في تطبيق الشريعة مستندا لمسألة تطبيق الحدود . خاصة قطع يد السارق ففيه وحشية رهيبة.
فقال له صاحبي المثال التالي :
لو كان والدك أطال الله عمره مريض مرضا شديدا وذات ليلة جاءته أزمة المرض وبسرعة شديدة أخذت النقود ونزلت كالبرق تشتري الدواء لأبيك فلقيك لص أراد مالك فلما أبيت ضربك على رأسك فوقعت مغشيا عليك ولم تفق إلا في الصباح فلما أفقت تذكرت والدك والمرض والدواء فلما عدت للبيت وجدت هرجا ومرج وزحام وشيء غريب فلما سألت ما الأمر ؟
قالوا لك أبوك مات .
وفي الجنازة إذ بك تلمح اللص الذي ضربك فضيع عليك فرصة شراء الدواء لأبيك مما كان سببا في موته فماذا تصنع معه ؟
فرد الرجل على صاحبي وقال له :
(دا أنا كنت أموته طبعا)
فقال صاحبي بثقة يا متوحش إحنا كنا هنقطع يده فقط .
أرأيتم أنه لو تخيل كل من ظن في تطبيق الحد أنه وحشية ودموية لو تخيل أنه هو الذي تضرر لرضي بشرع الله ورأى العقوبة فيه خير رادع لهؤلاء الأشرار؟
ثم من قال بأن الشرع هو تطبيق الحدود؟
يا سادة الحدود هي قانون العقوبات في الشريعة يعني هذا أن الشرع ليس هو الحدود فقط بل الحدود جزء منه .
ومن يستطيع أن يذكر لي قانونا ليس من بنوده مواد خاصة بالعقوبات ؟
اتقوا الله ولا تصفوا الشريعة بما ليس فيها فأنتم غدا لا محالة واقفون أمام من شرع لكم هذه الشريعة فما عساكم ستجيبوه وقد سفهتم شرعه وحقرتم من رضي بحكمه؟
مما أعجبنى .............