هل سمعتم يومًا عن أشجع جاسوس في التاريخ الإسلامى؟ أو من هو وماذا فعل؟ إنه طُليحة بن خويلد الأسدي هيا بنا لنتعرف على هذا البطل وماذا فعّل.
أولاً من هو طليحة بن خويلد الأسدي؟
طليحة بن خويلد بن نوفل الأسدي هو قائد من قادة حروب الردة بعد وفاة النبي محمد سنة 11 هـ - 632 ميلاديًا ،ادّعى النبوة في قومه بني أسد وتبعه بعض طيء وغطفان في أرض نجد ،إلا أنه هزم مع أتباعه على يد خالد بن الوليد في معركة بزاخة ودخل الإسلام على إثر ذلك.
شارك طليحة في الفتوحات الإسلامية واستشهد في معركة نهاوند سنة 21 هـ - 642 م.
لماذا طُليحة يُعد أشجع جاسوس في التاريخ الإسلامي؟
كانت البداية عندما أَرسل سيدُنا سعد بن أبي وقاص سبعة رجال ليستكشفوا أخبار الفرس وأمرهم بأسر رجلٌ منهم وكان طليحة بن خويلد الأسدي من بين السبعة رجال الذي أرسلهم سعد بن أي وقاص.
مفجأة
بمجرد خروج السبعة رجال فوجؤا بجيش الفرس أمامهم وظنوا أنه من المستحيل تفادي جيش الفرس بالكامل وظنوا أنه بعيد كل البعد عنهم فاتفقوا على العودة إلا بطلنا طُليحة بن خويلد الأسدي أصر على الذهاب وإتمام المهمة التى كلفه به سعد بن أبي وقاص.
وبالفعل عاد الستة رجال إلا بطلنا ذهب ليقابل جيش الفرس وحده.
رحلته إلى جيش الفرس
بدأت رحلة طليحة بن خويلد الأسدي وألتف حول جيش الفرس المُكون من 40 ألف مقاتل وأختار الأماكن التي بها مستنقعات المياة وبدأ يمر منها حتى تجاوز مقدمة جيش الفرس بالكامل.
قائد الفرس "رستم"
أكمل طليحة الرحلة بتفاديه قلب الجيش الفارسي حتى وصل إلى خيمة بيضاء اللون وكبيرة وأمامها خيل من أجود أنواع الخيول فعلم أنّها خيمة قائد الفرس رستم فانتظر حتى يأتى الليل لكي يُفاجئ الفرس في الليل.
اقتحام الخيمة
عندما جاء الليل ذهب إلى الخيمة وقطع بسيفه حبالها وأطلق الخيل فوقعت الخيمة على من فيها وكان يقصد بذلك أن يُهين الفرس وقائدهم ويلقي بالرعب في قلوبهم.
مطاردة الفرس له
وعندما هرب بالخيل تبعه الفرس فكانوا عندما يقتربوا منه أسرع بالخيل وعندما يبتعد عنهم يبطأ حتى يلحقوا به لأنّه يريد أنّ يستدرجهم كما أمره سعد بن أبي وقاص ولم يستطع اللحاق به إلا ثلاثة فرسان.
المواجهة
بعد أنّ أيقن طليحه أنّ ثلاثة فرسان فقط هم من يلحقوا به توقف وقرر مواجهتهم وعندها قتل أثنين منهم وأسر الثالث ليذهب به إلى سعد بن أبي وقاص كما فعل كل هذا وحده ووضع الرمح في ظهره وجعله يجرى أمامه حتى وصل به إلى معسكر المسلمين.
مقابلة سعد بن أبي وقاص
حينما دخل طليحه ومع الأسير الفارسي على سيدُنا سعد قال الفارسي أمّني على دمي أُصدققك القول فقال سعد له الأمّان لك ونحن قوم صدق القول بشرط ألا تكذب علينا ثم قال له أخبرنى عن جيشك.
فقال الفارسي في ذهول أُخبركم عن جيشي؟ بل سأخبركم عن رجلكم إن هذا الرجل ما رأينا مثله قط، لقد دخلت حروبًا منذ نعومة أظافري، ولم أجد رجلاً تجاوز معسكرين لا يتجاوزهما جيوش، ثم قطع خيمة القائد وأخذ فرسه (أي خيوله).
وتبعه الفرسان منهم ثلاثة قتل الأول ونعدله عندنا بألف فارس، وقتل الثاني ونعدله بألف، والاثنان أبناء عمي، فتابعته وأنا في صدري الثأر للاثنين اللذين قتلا ولا أعلم أحدًا في جيش الفرس في قوتى فاستأسرت أي طلبت الأسر، فإن كان من عندَكم مثله فلا هزيمة لكم.