نبدأ أولا بالحديث عن العلامات المبكرة لاقتراب الولادة والتي تحدث في الأسابيع الأربعة الأخيرة. ويمكنك ملاحظة هذه العلامات قبل أسبوع إلى أربعة أسابيع من موعد الولادة:
يتغير تموقع طفلك في بطنك: تموقع الجنين النهائي الغالب
حيث يبدأ الجنين في تعديل وضعه بالنزول لمنطقة الحوض واتخاذ الوضع الذي سينزل به إلى الدنيا. النسبة الأكبر من الأطفال تتخذ وضع الخروج بالرأس، لكن هناك نسبة لا بأس بها تنزل بأوضاع أخرى أكثر تعقيدا.
ستشعرين بعملية نزول الجنين داخل الحوض خاصة إذا كنت في الحمل الأول، أما إذا كان حملا متكررا، فلن تحدث هذه العملية إلا قبل الولادة مباشرة. يخفف هذا النزول الضغط على رئتيك فلذلك ستجدين مساحة أكبر للتنفس، لكنه يزيد الضغط على المثانة البولية فيؤدي لتكرار أكثر من ذي قبل في الحاجة للتبول، ويذكرك هذا بالأشهر الثلاثة الأولى.
تشعرين بليونة أكبر في مفاصلك
يعمل هرمون (ريلاكسين) على استرخاء العضلات والأربطة بشكل كبير خلال فترة الحمل، ويزيد هذا التأثير في الشهر الأخير قبل الولادة ليساهم في اتساع الحوض للعابر الصغير. قد تشعرين أن مفاصلك تتمتع بليونة أكبر أو أنها غير قادرة على تحمل وزنك. لا تقلقي، إنه تغير طبيعي ناتج عن استرخاء الأربطة بداخلها وسينتهي بعد الولادة بفترة وجيزة.
هذا التأثير قد يؤدي لإصابتك بالإسهال في الأسابيع الأخيرة بسبب استرخاء العضلات التي تتحكم في القولون والمستقيم بنفس الطريقة، فلا داعي للقلق من هذا الأمر أيضا.
تتزايد تقلصات البطن
قبل الولادة بأسابيع قليلة قد تتزايد معاناتك من آلام وتقلصات البطن والحوض. هذا يحدث كنتيجة لانقباض العضلات واستعدادها لتوسيع الحوض لتسهيل عملية الولادة، كما قد تشعرين بآلام في أسفل الظهر لنفس السبب. عدد هذه التقلصات قليل ومتباعد حتى تميزينها عن تقلصات الولادة الوشيكة.
تشعرين بإرهاق متزايد
من الطبيعي أن تشعر الأم الحامل بإرهاق متزايد مع اقتراب الولادة، ما يذكرها – مع التزايد في مرات التبول – بالأشهر الأولى من الحمل. من المهم أن تحصلي على قسط وافر من النوم في هذه الفترة لتحتفظي بطاقتك للتغييرات الحيوية التي تطرأ على جسدك. لكن بعض الأمهات يشعرن بدفقات مفاجئة من الطاقة تتمثل في الرغبة في تنظيم كل شيء قبل الولادة. قد تكون هذه الدفقات نفسية أو عضوية، المهم ألا يتم المبالغة في الحركة لتجنب الولادة المبكرة.
تفقدين بعض الوزن
تعتاد الأمهات على اكتساب الوزن بشكل مستمر طوال فترة الحمل مع تزايد وزن الجنين، لكنك قد تلاحظين ثبات وزنك أو أنك خسرت بعضه في الأسابيع القليلة. هذا طبيعي كنتيجة لنقص السوائل حول الجنين.
تلك التغيرات السابقة تحدث في الأسابيع القليلة قبل الولادة، لكن هناك علامات أكثر أهمية ترتبط بالولادة مباشرة وعليك الانتباه عند حدوثها.
علامات الولادة الوشيكة.. ماذا يحدث في الساعات الأخيرة؟
تتزايد انقباضات الرحم
ربما تلاحظين وجود انقباضات بسيطة من حين لآخر طوال فترة الحمل، لكن انقباضات الولادة تكون أكثر قوة وتستمر لفترة أطول من الانقباضات البسيطة التي تعرف بانقباضات (براكستون-هيكس). لكن مع اقتراب الولادة تشتد عضلات الحوض والبطن استعدادا لدفع الجنين للخارج. لكنك قد تشعرين بانقباضات كاذبة تشبه انقباضات الحمل قبل أسابيع من الولادة وعليك أن تعرفي كيفية التفرقة بينها:
تكون الانقباضات الحقيقية أكثر قوة وتستمر لفترة أطول مع اقتراب الولادة، كما تميل لاتباع نمط منتظم في الحدوث مع تقاربها.
تزيد قوة الانقباضات بالحركة وبذل الجهد وليس العكس.
لا تتغير قوتها مع تغيير الوضع.
تبدأ الآلام والانقباضات في أسفل الظهر ثم تنتقل لأسفل البطن وربما للساقين.
تغير في طبيعة الإفرازات المهبلية
تتزايد قبل الولادة كمية وسمك الإفرازات المهبلية التي تخرج من الرحم. كما يمكنك أن تلاحظين خروج إفرازات مخاطية سميكة معرقة بالدم، قد تخرج ككتلة واحدة أو كقطع صغيرة متتالية من المهبل. هذه الإفرازات وردية اللون علامة قوية على أن الولادة وشيكة وقد تحدث في غضون ساعات قليلة، رغم أن ذلك يتوقف على تمدد عنق الرحم الذي بدونه قد تتأخر الولادة لعدة أيام بعدها.
نزول الماء
غالبا لن يحدث هذا كما في الأفلام وأنت منشغلة بعمل أو تتمشين في شوارع المنطقة حولك، لأنه يسبقه الكثير من العلامات التي تجعلك في انتظار الولادة. يعد خروج الماء المحيط بالجنين آخر العلامات التي تسبق الولادة بشكل مباشر وتعد أشهر ما يمكن أن تلاحظه المرأة.
مع ذلك لايجب أن تنتظري تلك العلامة وحدها وتتجاهلي ما ذكرناه سابقا فهي تحدث في 15% فقط من الحالات ويمكن أن تكون ولادتك وشيكة دون ملاحظتها. تدفق المياه الدافئة التي هي جزء من السائل السلوي يجب أن يجعلك سيدتي تتوجهين إلى المستشفى فورا لأن ذلك قد يعني تمزق أغشية الحمل، وبالتالي وجوب الولادة خلال الساعات القليلة المقبلة سواء كانت هناك انقباضات للرحم أو لا.
تمدد عنق الرحم إلى ما فوق 2 سنتمر
بالطبع، لا يمكنك ملاحظة هذه العلامة أو البحث عنها، فذلك من اختصاص الطبيب أو المولدة. لكنني احببت التطرق إليها لانها العلامة الوحيدة التي تقول للطبيب أو المولدة أن الوقت الحاسم للوضع قد وصل، وعلى المرأة الحامل – بمساعدة الطبيب أو المولدة – أن تحفز الوضع بالضغط بقوة على عضلات بطنها وأسفل بطنها حتى تتسارع عملية الولادة.
هذه الفكرة هي أيضا للرد على السيدات الحوامل اللواتي تستفزهن إعراض الطبيب أو المولدة على قبولهن في غرفة الولادة رغم أنهن يعانين من آلام الوضع منذ ساعات أو حتى أيام = لأنه ببساطة الآلام لا تعني بداية الولادة بل فقط قربها الوشيك.