جرحني البشر و كل من حولي .. كل من أعرف .. و جُهـِل السبب ..
لطمني حقدهم .. أسرني كرههم .. فاحترت بحالي .. وجدت نفسي غريبةٌ بين البشر
أبكي بغزارة المطر ..
همومي بعمق البحر ..
وحيدة أكون .. فلمن أشكي حالي بعدما ظلمني الدهر ؟
نظرت في المرآة ..
ورأيت دموعي .. تتساقط كأوراق الشجر ..
فما فعلت؟!
فما ذنبي الذي اقترفت؟
هل قتلت؟!
وحيدة أحمل همي .. أسير بطريق طويل .. كطول النهر .. كقسوة الدهر ..
غفوت لوهله .. فنسجت عالمي الخيالي .. لوحدي .. نسجت به أمٌ تحضنني .. وأبٌ يقبلني .. وأختٌ تمازحني .. نسجت به أسرة تقدرني .. وحبيب يواسيني .. وصداقة تداعبني .. أنا وصديقاتي في تلك الأراضي الخضراء الفسيحة .. الملونه بالزهر .. نضحك نركض بسعادة القدر ..
نسجت عالما به مائدة كبيرة .. أجلس بها مع كل من أحب .. نتبادل الضحكات والبسمات .. نراعي بعضنا البعض ..
وفجأه تذكرت .. ليتني ما تذكرت!! ولكنني فكرت!! .. لو أن كل شخص في تلك المائدة يعلم بما يكن له الآخر من حقد .. لقتله ! ..
تذكرت ! .. يا إلهي لقد تذكرت .. ومن ثم استيقضت .. من تلك المائدة المريعه ..التي بالأمس كانت حلم جميل .. فإذا بي مازلت أسير .. في ذاك الدهرالمرير .. في ذاك الطريق الطويل .. ومازلت أنوح بصوت العليل .. قد كانت دموعي أكبر دليل .. ولم يبق من عمري إلا القليل .. سأموت اودعكم !!
.. قررت الرحيل